4 أطفال و6 نساء.. عائلات قادة سرايا القدس على قوائم القتل الإسرائيلية
غزة – لا تعلم والدة الطفل جمال الزبدة كيف ستخبره باستشهاد صديقه المقرب علي طارق عز الدين الذي ارتقى برفقة والده وشقيقته في غارة جوية إسرائيلية مباغتة استهدفت فجر اليوم الثلاثاء شقتهم في بناية سكنية بحي الرمال غرب مدينة غزة.
الطفلان الشقيقان علي وميار عز الدين من بين 4 أطفال و6 نساء قتلوا غدرًا وهم نيام، عندما هاجمت طائرات حربية إسرائيلية عند الساعة الثانية فجرًا 3 منازل سكنية آمنة، واستهدفتها بسلسلة غارات متزامنة، ليرتقي 13 شهيدًا، وكان من بين المستهدفين 3 من قادة سرايا القدس (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي).
استشهاد الطفل علي جدد مرارة الفقد لدى والدة صديقه جمال، يسرى أرملة الشهيد المهندس أسامة الذي استشهد برفقة والده الدكتور جمال الزبدة، في معركة “سيف القدس” في مايو/أيار عام 2021، وهما قياديان في كتائب عز الدين القسام (الذارع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس).
تقول أم جمال في منشور على حسابها الشخصي على تطبيق “إنستغرام” أرفقته بصورة لجمال يلهو وصديقه الشهيد علي “هذا القمر علي عز الدين صديق ابني جمال المحبب والمقرب.. الجار ورفيق الفصل والمدرسة وصلوات الجمعة”.
ولا تعلم يسرى الطريقة التي ستخبر بها طفلها باستشهاد صديقه، وتقول “لم أخبر جمال بعد بارتقاء علي، ولا أعرف أبدا كيف سأخبره، لأن قلبًا بحجم قلبه الصغير لا يحتمل كل هذا.. والله لا يحتمل”.
أطفال ونساء في دائرة القتل
تفاعل المئات مع أم جمال، وشاطروها الأحزان، مثلما تفاعلوا مع صور مماثلة لأطفال ونساء عجّت بها منصات التواصل الاجتماعي، خطف الموت أرواحهم واحتضنت الأرض أجسادهم الغضة الطاهرة، جراء جريمة وصفها الغزيون بالنكراء اغتالت الأطفال والنساء داخل غرف نومهم.
علي وميار ولدا في غزة التي أبعد إليها والدهما الشهيد طارق، إثر تحرره ضمن صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) في عام 2010، حيث كان يقضي حكمًا بالمؤبد في سجون الاحتلال.
كوّن طارق أسرته في غزة، بعيدًا عن أهله في عرابة بمدينة جنين في الضفة الغربية، حيث كتب الاحتلال الحرمان على زوجته وأطفاله من لقاء العائلة في الضفة.
وقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية البناية السكنية التي تقع فيها شقة طارق، وأدت كذلك إلى استشهاد طبيب الأسنان جمال خصوان وزوجته وابنه داخل شقتهم السكنية في البناية نفسها، حسب ما قال جارهم أديب الربعي للجزيرة نت.
تقع البناية المعروفة باسم “عمارة الدولي 1” في حي الرمال، أرقى أحياء مدينة غزة كبرى مدن القطاع، ويقول الربعي إن سكان العمارة من رجال ونساء وأطفال أخلوها وأصبحوا بلا مأوى، بعدما أصبحت آيلة إلى السقوط ولا تصلح للسكن.
ووصف الغارات الجوية بالمرعبة، فقد وقعت انفجارات هائلة داخل بناية سكنية مدنية آمنة، وعند ساعات الفجر ومن دون سابق إنذار، فاستشهد من استشهد وجرح من جرح، ولن يسلم من بقي على قيد الحياة من آثارها النفسية الخطرة.
وتساءلت صديقة لزوجة الدكتور خصوان وقد خنق نحيبها كلماتها: “هل الأطفال والنساء هم بنك الأهداف الإسرائيلي؟.. حسبي الله على إسرائيل وأعوانها”.
جريمة مركبة
حسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت غارة جوية إسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة عن استشهاد القيادي في سرايا القدس جهاد الغنام وزوجته وفاء، بينما استشهد القيادي في السرايا خليل البهتيني وزوجته ليلى وابنته الطفلة هاجر في غارة استهدفت منزلهم في حي التفاح بمدينة غزة، فضلا عن استشهاد الشقيقتين دانية وإيمان عدس، وجرح نحو 20 آخرين بينهم أطفال ونساء قد يرتقي منهم شهداء لخطورة حالتهم الصحية.
وصنف رئيس “الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني-حشد” الدكتور صلاح عبد العاطي ما ارتكبه الاحتلال في غزة بأنه “جريمة مركبة ترقى إلى جرائم الحرب، باستهداف مدنيين في حالة سبات وليسوا في ميدان القتال، وبرفقة أطفالهم ونسائهم الآمنين داخل منازلهم”.
وقال عبد العاطي -للجزيرة نت- إن المستهدفين حتى إن كانوا مقاومين، فإنهم محميين بموجب القانون الدولي، ومهما أعلنت دولة الاحتلال من “مبررات واهية وغير أخلاقية، فليس هناك ما يبرر قصف المنازل المدنية الآمنة”.
واستشهد في الأراضي الفلسطينية منذ بداية العام الجاري 123 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء ومن بينهم 110 ارتقوا شهداء في عمليات إعدام ميداني، حسب بيانات “حشد”.
المصدر: الجزيرة