منى زكي “تحت الوصاية”.. حجاب وحواجب ثقيلة يعرضان المسلسل للانتقادات الحادة
استقبل الجمهور الصورة الدعائية لمسلسل "تحت الوصاية"، الذي سيعرض في رمضان 2023، بحالة من الجدل، ولا سيما أن بطلة العمل منى زكي تظهر مرتدية الحجاب، ذات وجه شاحب خال من مساحيق التجميل، وحواجب ثقيلة.
وضع البعض سيناريوهات تخيلية لأحداث المسلسل، متوقعين أن تبدأ الأحداث بشخصية منى زكي السيدة المحجبة البسيطة المقهورة تحت وصاية الدين والمجتمع، وبينما تعاني بطلة العمل -حسب توقعات الجمهور- من الضغوط المجتمعية، فإنها قد تتخلص منها بعد تحررها من الحجاب.
بينما أكد آخرون أن قصة مسلسل “تحت الوصاية” بعيدة تماما عن تلك السيناريوهات، بل تتناول مشكلات المرأة مع المجلس الحسبي -الجهة الحكومية المنوط بها الوصاية على الأبناء القصر- بعد وفاة زوجها.
توقع المتابعون عبر منصات التواصل الاجتماعي أن تثير منى زكي الجدل هذا العام، على غرار الحالة التي أثارتها نيللي كريم العام الماضي من خلال مسلسل “فاتن أمل حربي”، إذ ظهرت من خلال شخصية “فاتن” السيدة البسيطة التي ترتدي الحجاب وتتعرض للضغوط والإساءة لها ولطفلتيها من قبل طليقها والمجتمع والقضاء وبعض علماء الدين.
ورغم تناول مسلسل “فاتن أمل حربي” قضية شديدة الأهمية عن معاناة المرأة المطلقة والنزاعات القضائية المتعلقة بقانون الأسرة، فإن مؤلفه الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، حاول خلط كل القضايا الخلافية في القانون والدين في وعاء واحد منذ الحلقات الأولى، مؤكدا أن المرأة تتعرض للنهر والعنف من قبل علماء الدين إذا حاولت مناقشتهم في حقوقها، فمن حين لآخر تكرر فاتن “أنا واحدة اتاخد (أُخذ) مني كل حاجة”، “أنا ست (امرأة) وهو راجل” و”لو رحت أشهد في المحكمة مش هياخذوا (لن يأخذوا) بشهادتي، يعتبروها نص (نصف)” شهادة، “هذا قانون ظالم لازم يتغير”.
هنا جاءت عيوب سيناريو أعمال الكاتب من المباشرة الشديدة في تناول القضايا المهمة إلى توجيه انتقادات حادة لثوابت الدين، حتى أن البعض اعتبر المسلسل بمثابة صورة درامية من حلقات وكتابات عيسى المعتادة.
إرث منى زكي
يأتي تعرض منى زكي للهجوم مجددا، بعد ظهورها الأخير سينمائيا في فيلم “أصحاب ولا أعز” الذي صاحبت عرضه على منصة “نتفليكس” انتقادات واسعة بسبب مشهد لبطلته وبعض أحداث قصة العمل.
لكن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها منى زكي مرتدية الحجاب، إذ كان أول ظهور لها كامرأة محجبة في فيلم “سهر الليالي”، قدمت من خلاله شخصية الزوجة الشابة التي تتعرض للخيانة من قبل زوجها مرات عدة، ولم تتم الإشارة للحجاب بأي صورة سلبية أو إيجابية، غير أنه كان جزءًا من شخصية البطلة وملابسها.
بينما ظهرت “منى زكي” في مسلسل “لعبة نيوتن” قبل عامين بالحجاب، إذ ارتدت الحجاب بعد زواجها للمرة الثانية من مهاجر مصري ثري وملتحٍ، اضطرت للارتباط به لاستعادة ابنها المولود في الولايات المتحدة، غير أنها خلعت الحجاب بعد تعرضها للإساءة من زوجها الذي ينتمي لعائلة ملتزمة دينيا.
مؤلفا العمل
يراهن البعض على الشقيقين خالد وشيرين دياب -مؤلفا العمل- في تقديم صورة معتدلة عن المرأة المصرية المحجبة، ولا سيما أن أعمالهما السابقة معا أو كل منهما على حدة لم تتضمن قضايا مسيئة للمحجبات، مثل فيلم “طلق صناعي”، فيلم “ديكور”، والجزء الدرامي من برنامج “خطوات الشيطان” للداعية معز مسعود، ومسلسل “طايع”، ومسلسل “السهام المارقة”، وفيلم “بلبل حيران” و”عسل أسود” و”برا المنهج”.
مسلسل “تحت الوصاية” مكون من 15 حلقة، وهو من تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير، وبطولة كل من منى زكي، ودياب، ونسرين أمين، ورشدي الشامي، وعلي الطيب، ومها نصار، وخالد كمال، ومحمد عبد العظيم.
المصدر : الجزيرة