مقتل وإصابة العشرات بقصف في الخرطوم.. القائد الثاني للدعم السريع يدعو الجيش للخروج على البرهان وخطة أفريقية جديدة للحل
دعا القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو الجيش للخروج على البرهان والتنسيق مع قواته، في حين وصفت واشنطن تعليق الجيش لمشاركته في مفاوضات جدة بالقرار المؤسف.
وقال دقلو -في خطاب مصور مع قواته- إن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي” بخير ويقاتل في الصفوف الأمامية، حسب قوله.
وتأتي هذه التصريحات على وقع اشتباكات عنيفة متجددة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالخرطوم.
وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع انفجارات قوية صباح اليوم مع سماع أصوات أسلحة ثقيلة حول شارع الغابة والمنطقة الصناعية في العاصمة السودانية الخرطوم، وبانقطاع واسع للتيار الكهربائي بالعاصمة الخرطوم وعدد من الولايات السودانية.
كما أفاد المراسل بسماع دوي انفجارات متتالية ليلة الخميس جنوبي أم درمان، في حين تشهد أحياء جنوب الخرطوم قصفا واشتباكات عنيفة أيضا.
وفي الأثناء، دانت قوى الحرية والتغيير الانتهاكات بحق المدنيين والخروق المتكررة للهدن وعدم الالتزام بها.
وأعرب بيان باسم قوى الحرية والتغيير عن استنكاره البالغ لتزايد سقوط واستهداف الضحايا المدنيين في الجنينة والفاشر وزالنجي ونيالا والأبيض والخرطوم، وطالب بوقفها فورا.
مقتل 17 وإصابة العشرات
وكانت نقابة أطباء السودان أعلنت مقتل 17 شخصا وإصابة 106 آخرين أمس الأربعاء جراء قصف عنيف في منطقة “مايو” (جنوبي العاصمة الخرطوم).
وقالت نقابة الأطباء (غير حكومية) -في بيان- إن الطاقم الطبي في مستشفى بشائر التعليمي الحكومي عاش ضغطا كبيرا في التعامل مع الحالات لكثرتها وقلة أفراد الطاقم.
مباحثات جدة
وفي أول رد فعل من الوسيط الأميركي على قرار الجيش السوداني تعليق مشاركته في مباحثات جدة، أعرب منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي عن أسفه لهذا القرار، ودعا القوات المسلحة السودانية إلى اغتنام فرصة السلام بشكل جاد، على حد قوله.
وأشار إلى أن هذا القرار يؤثر على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى العاصمة السودانية الخرطوم وغيرها من المناطق، لافتا إلى أن الناس هناك بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والدواء.
وأكدت الولايات المتحدة الخميس أنها ما زالت مستعدة للقيام بوساطة بين المتحاربين في السودان؛ بشرط أن يكونوا “جدّيين” في مسألة الهدنة، بعد انسحاب قوات الدعم السريع من محادثات جدة.
كذلك قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة والسعودية “مستعدتان لاستئناف تسهيل المحادثات المعلقة لإيجاد حل تفاوضي لهذا الصراع (…) عندما تظهر القوات بوضوح من خلال أفعالها أنها جادة في التزام وقف إطلاق النار”.
وأشار إلى أن هناك “انتهاكات خطرة لوقف إطلاق النار من كلا الجانبين” في النزاع.
وأضاف أن “هذه الانتهاكات دفعتنا، بصفتنا مسهّلا لهذه المحادثات، إلى التساؤل بجدية عما إذا كانت الأطراف مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها نيابة عن الشعب السوداني”.
وكان الجيش السوداني أعلن مساء أمس الأربعاء تعليق مشاركته في مباحثات جدة بسبب عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الحكومة السودانية (طلب عدم كشف هويته) أن الجيش اتخذ هذا القرار “بسبب عدم تنفيذ المتمردين (قوات الدعم السريع) البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين، وخرقهم المستمر للهدنة”.
في المقابل، قال مصدر في قوات الدعم السريع -في تصريح صحفي- إن تعليق الجيش مشاركته في مفاوضات جدة محاولة لإفشال منبر جدة.
واتهم المصدر الجيش السوداني بعرقلة التفاوض عبر الاستمرار في خرق الهدنة الإنسانية من خلال الهجوم بالطيران والمدافع الثقيلة وتحريك القوات من الولايات إلى الخرطوم.
ومساء الاثنين الماضي، أعلنت السعودية والولايات المتحدة اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما لمدة 5 أيام إضافية.
وجاء الإعلان بالتزامن مع انتهاء مدة اتفاق معلن بين الجيش والدعم السريع لوقف إطلاق النار القصير الأمد لمدة 7 أيام وترتيبات إنسانية برعاية سعودية أميركية.
وبدأت محادثات جدة في أوائل مايو/أيار الماضي، وأدت إلى إعلان يتعلق بالالتزام بحماية المدنيين واتفاقين قصيرين لوقف إطلاق النار تم انتهاكهما مرارا.
خريطة طريق أفريقية جديدة لحل الأزمة
وضمن المساعي الخارجية لحل الأزمة السودانية، قال مدير ديوان الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبّات -للجزيرة- إن اجتماع الآلية الموسعة الذي عقد في أديس أبابا أمس الأربعاء اتفق على خريطة طريق جديدة لحل الأزمة السودانية.
وأضاف ولد لبات أن الآلية الموسعة تشدد على منع التدخل الخارجي في الشؤون السودانية، وعلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السودانيين فورا عبر ممرات جوية وبرية وبحرية، فضلا عن تنسيق الإجراءات الدولية ومنع أي مبادرات تقلل العمل المشترك.
وتتضمن الآلية الأفريقية الموسعة استئناف العملية السياسية لاستكمال الانتقال السياسي الذي توقف بسبب الصراع.
غوتيريش يجدد الثقة بمبعوثه
من جهة أخرى، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ثقته الكاملة بمبعوثه الخاص ورئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس.
وأضاف غوتيريش، في تصريح عقب جلسة مغلقة بشأن السودان، أن الأمر متروك لمجلس الأمن ليقرر في شأن البعثة.
وعلمت الجزيرة من مصدر دبلوماسي أن الأمين العام اقترح اعتماد تمديد تقني للبعثة لمدة 6 أشهر من أجل تقييم دورها وأن بريطانيا تعدّ مشروع قرار بهذا الصدد.
وتنتهي ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان المعروفة بـ”يونيتامس” في الثالث من يونيو/حزيران الجاري.
وفي السياق ذاته، قال مدير برنامج الأغذية العالمي بالسودان أدي روي للجزيرة إن قوات الدعم السريع قامت بنهب أكثر من 20 ألف طن من المواد الغذائية كانت مخزنة في مستودعات المنظمة في مدينة الأُبَيِض.
المصدر: الجزيرة