مسؤولون أردنيون لـ “أخبار الآن”: الهجوم الإيراني على إسرائيل ليس مرتبطًا بحرب غزة
وزير الدولة الأردني السابق للشؤون القانونية: الهجوم الإيراني على إسرائيل دفع الأردن لتأمين أجواءه
تصعيد إيراني شهده العالم خلال الساعات الماضية إزاء إسرائيل، في أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل، الذي جاء ردًا على الهجوم الذي وقع في الأول من أبريل واستهدف مبنى دبلوماسي في العاصمة السورية دمشق، وأسفر عن مقتل شخصية بارزة في الحرس الثوري و8 ضباط آخرين.
وفي هذا الصدد، تواصلت “أخبار الآن” مع عدد من الخبراء والسياسيين، لقراءة الضربة الإيرانية، وأبعادها، وإلى أي مدى يُمكن أن تطيل أمد الصراع الموجود بالأساس في المنطقة.
وإلى ذلك، قال السياسي والمحامي الأردني، الذي شغل منصب وزير دولة للشؤون القانوينة معالي محمود الخرابشة لـ “أخبار الآن“: “الأردن لم يعترض المُسيّرات إلا للحفاظ على آمنه واستقراره وأمن مواطنيه وسلامة أجوائه، ولمنع طيران إسرائيل من التحليق فوقه”.
وبحسب قوله: “الرد الإيراني على إسرائيل تأخر، وكنا نأمل أن يكون أكثر قوة لكبح جماح إسرائيل التي لا تعترف بقوانين أو بشرعية”.
وردًا على سؤال ما إذا كان الأردن قد أُخطر بالرد الإيران، أوضح الخرابشة أن: “كافة المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي، نشرت بأن هناك استعداد إيراني، وصواريخ سوف تُطلق باتجاه إسرائيل”.
وتابع: “الأردن عندما أعلن إغلاق المجال الجوي، لم يُعلن ذلك بهدفِ منع المسيّرات أو الصواريخ الإيرانية فحسب، بل بهدف منع كل الجهات من اختراق حدوده وأمنه واستقراره، والتأكيدات على هذه الضربة كانت تصدر من قبل الجهات المعنية”.
وفي هذا الإطار أيضًا لفت الخرابشة إلى أنه: “عندما قامت إسرائيل بشن غارة على السفارة الإيرانية في دمشق كان يفترض على الأقل من المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يقوما بدورهما فيما يخص هذه العملية وألا تترك الأمور لتتطور إلى ما تطورت إليه”.
الموقف الأردني تجاه فلسطين
وتعليقًا على الوضع في غزة، قال الخرابشة: “الأردنيون لا يعتبرون القضية الفلسطينية قضية خارجية بل يعتبرونها قضية أردنية، وأن الدفاع عنها مسؤولية وواجب”.
وأشار: “الأردنيون على كافة المستويات يقدمون الدعم والمساندة إلى الشعب الفلسطيني”، لافتًا: “مواقف الأردن الرسمية والشعبية متطابقة ومتشابهة، لأن هناك حالة من الانسجام على المستوى الرسمي والشعبي، تجاه الدفاع عن الوطن وقضاياه وعن فلسطين”.
وتسائل مستنكرًا: “كيف يُمكن للبلد الذي أرسل مساعدات إلى سكان قطاع غزة، أن يُدافع عن إسرائيل”.
وطالب: “الحوار هو الحل ويجب تنفيذ قرارات الشرعيه الدوليه وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 67”.
الهجوم الإيراني على إسرائيل “استعراض للقوة”
وفي تصريحاتٍ خاصة لـ “أخبار الآن“، قال عضو مجلس الأعيان الأردني الأسبق، طلال شريفات، إن: “الضربة الإيرانية على إسرائيل كانت محاولة لاستعراض القوة ومحاولة للرد على استقواء إسرائيل على كل المصالح الإيرانية في المنطقة وبالأخص في سوريا ولبنان”.
وشدّد في معرض حديثه: “لا أعتقد أن الضربة الإيرانية مرتبطة ولو بشكلٍ بسيط بما يحدث من حرب إبادة في قطاع غزة”.
خيارات الرد الإسرائيلي
وفيما يخص سيناريوهات الرد الإسرائيلي، قال شريفات: “أعتقد أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني سيكون بطريقة مختلفة عمّا جرى من جانب إيران، وربما سيكون عبر الاغتيالات، أو توسيع دائرة الصراع في سوريا ولبنان وضرب قواعد حزب الله باعتباره الوكيل الرئيسي لإيران في المنطقة”.
وفيما يخص الموقف الأردني من الهجوم الإيراني على إسرائيل، لفت: “الأردن نأى بنفسه عن هذا الصراع الدائر بين دولتين (إيران وإسرائيل)، والأردن يعتقد جازمًا أن هذا صراع ثنائي وليس مرتبط بما يحدث في غزة، لكنْه معني بحماية أجوائه وسيادته.. والجيش الأردني مستعد بشكل دائم للرد على أي محاولة لاختراق السيادة الأردنية، باعتبار أن السيادة حق أساسي للدول”.
ووفقًا لقواعد القانون الدولي، لفت شريفت إلى أن: “الهجوم الإيراني على إسرائيل ليس دفاعًا عن النفس بقدر ما هو محاولة لإثبات الوجود في هذا الإطار، لأن الدفاع عن النفس، يكون من خلال اعتداءات مباشرة من دولة ضد أخرى، ولكن هذا الصراع، هو صراع على المنطقة”.
لن تضيف شيئًا
ومن ناحيته، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية، د. بدر الماضي، في تصريحاتٍ خاصة لـ “أخبار الآن“: “لا أعتقد أن الضربة الإيرانية ستضيف شيئًا جديدًا، في حين طهران مازالت تسعى للعب دور إقليمي وتمارس نوعًا من الضغوطات من أجل تحقيق بعض التأثير السياسي، وفي بعض النفوذ في المنطقة”.
وأشار: “هذه الضربة ستفتح المجال أمام أمريكا لتكميم إيران، إما عن طريق مساحات التأثير لدى إيران، عبر تضييق الخناق عليها، وإما من خلال الاتفاق النووي”.
وأضاف د. الماضي: “أعتقد أنه سيكون هناك ردًا إسرائيليًا، كما أنه ليس بوسع إيران أن تقوم بمثل هذه الضربة مُجددًا”.
الالتزام بالحفاظ على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي
وشدد مجلس التعاون الخليجي ومصر والسعودية على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي في ضوء التطورات الأخيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط.
ودعا الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها، مؤكداً ضرورة بذل كافة الأطراف جهوداً مشتركة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات وضمان أمن المنطقة واستقرارها.
وشدد البديوي على دور المجتمع الدولي في دعم جهود السلام والاستقرار لتفادي أية تداعيات قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد، وحث جميع الأطراف المعنية على الالتزام بالحفاظ على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي.
السعودية تعرب عن قلقها جرّاء التصعيد
من جانبها أعربت المملكة العربية السعوديةعن قلقها البالغ جرّاء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته، داعية كافّة الأطراف للتحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية على موقف المملكة الداعي إلى ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسّلم الدوليّين، لاسيّما في هذه المنطقة بالغة الحساسية للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي سيكون لها عواقب وخيمة في حال توسّع رقعتها.
مصر: خطر التوسع الاقليمي
في السياق ذاته أعربت مصر عن قلقها البالغ تجاه إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، وطالبت بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية الإسرائيلية حالياً ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق وأن حذرت منه مصر – مراراً – من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التي تمارس في المنطقة.
وأكد بيان الخارجية أن مصر على تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها..
المصدر: اخبار الان