لماذا تفشى فايروس الكورونا سريعاً في إيطاليا ؟
قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي مساء يوم أمس الإثنين أن حكومته تعمل بكل طاقتها لوقف تفشي فايروس كورونا في البلاد من خلال إتخاذ إجرائآت طارئة ، مضيفاً أن أحد المستشفيات في البلاد كان سبباً وراء تفشي الفايروس !
وجائت تصريحات رئيس الوزراء بعد أن تم إكتشاف أكثر من 200 أصابة بالفايروس ، ووفاة سبعة بعد الإصابة بالكورونا .
وأشار الرئيس عبر تلفزيون RAI أن هناك نقطتين لتفشي الفايروس في البلاد ، أحدها حدث بسبب مستشفى لم يتبع الإجرائات المتبعة في حالة الإصابة بفايروس كورونا ، مضيفاً أنه تم إصدار تعليمات صارمة للمستشفيات للتعامل مع المرضى بالفايروس .
وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء لم يذكر اسم لم اسم المستشفى الذي تسبب في تفشي الفايروس ، إلا أن الصحافة الإيطالية أشارت الى المستشفى في لومباردي ، حيث تم في هذا المستشفى تسجيل أول حالة إصابة بعدوى فيروس كورونا
وأضافت الصحافة الإيطالية أن شاب يبلغ من العمر 38 عام جاء الى المستشفى بأعراض تشبه أعراض فايروس كورونا ، وعلى الرغم من أنه لم يسبق له زيارة الصين ، الا أنه تناول العشاء مع صديق له عاد من الصين مؤخراً ،
ولم يتعامل المستشفى مع حالة الشاب على أنه مصاب بالكورونا ، وتم وضعه مع مرضى آخرين ، ثم تم إخراجه من المستشفى ، ولم يتم إكتشاف إصابته إلا بعد مراجعه للمستشفى مرة ثانية !
وقالت الصحيفة أن أفراد الطاقم الطبي العاملين في المستشفى ، وبعض زوار المستشفى أيضاً كانوا عرضة للعدوى بسبب عدم تشخيص الحالة منذ البداية .
وذكرت صحيفة Messaggero اليومية الإيطالية أن هناك فرضية متنامية مفادها أنه بسبب هذه الحالة – الحالة الأولى – بدأ تفشي فيروس كورونا ، والذي توسع بعد ذلك في اتجاهات مختلفة من لومباردي ، وفقا للصحيفة ، عندما تم إطلاق الإجراءات الخاصة اللازمة لمكافحة للفيروس الصيني ، كان الأوان قد فات ، وتسبب انتشاره في شل المنطقة بأكملها تقريبًا .
وتسبب بيان كونتي حول عدم الامتثال لإجراءات فعالة “في أحد المستشفيات” في غضب من سلطات لومبارد ، التي تحكمها عصبة اليمين المعارضة.
وبدوره قال جوليو جاليرا رئيس الدائرة الإقليمية للرعاية الاجتماعية في لومبارد أن الأطباء من المستشفى في Codogno ، قد وفوا بالتزاماتهم وطبقوا الإجراءات التي وضعتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ، والتي بموجبها يجب فحص الأشخاص العائدين فقط من الصين ، علماً أن التوصيات كانت سابقاً تنص على فحص الأشخاص الذين سبق له زيارة مقاطعة ووهان فقط !
كما إتهم جاليرا الحكومة والدفاع المدني بعدم توفير ما يكفي من الأقنعة واختبار فيروس كورونا.
وتوجد عدة فرضيات حول سرعة إنتشار الفايروس في إيطاليا ، ومنها عدم معرفة العاملين في المجال الصحي بالإجرائات التي كان يجب عليهم إتخاذها ، ولذلك لم يتمكنوا من التعرف على الفور على أعراض الفيروس ، وهو ما تسبب في البداية بإصابة 5 أطباء ، إضافة الى عدد من طاقم التمريض بالفايروس .
ومنذ الإعلان عن تفشي الفايروس في مقاطعة لومباردي ، تم إعلان إغلاق المقاصعة التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة ، الا أنه وبحسب صحيفة “لا ريبابليكا“ فإن بعض سكان المدينة الرافضين لقرار إغلاق المدينة يقومون بالهرب من المدينة متجاوزين طوق الحجر الصحي المفروض عليها !