“كل يوم أبوها يدبها بالشارع”.. طفلة الرصيف تبكي العراقيين
في حادثة تفطر القلوب، انتشر مقطع فيديو أظهر طفلة عراقية تفترش الطريق في ساحة الوثبة وسط العاصمة بغداد تبيع خضراوات، بدل أن تكون على مقاعد الدراسة.
وبينما ظهرت الطفلة بين الناس جالسة بانتظار من يجبر خاطرها ويشتري رزقها، أكد الباعة من حولها أن أباها يتركها يوميا في هذا الموقع، دون كشف أي معلومات إضافية عن الموضوع.
كما ظهرت الصغيرة ضعيفة ترتدي لباسا خفيفا وسط طقس بارد.
وما إن انتشر الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، حتى عبر العديد من الناشطين عن غضبهم، مطالبين السلطات المعنية بالتدخل لحماية الطفلة وإعادتها إلى مقاعد الدراسة كذلك تأمين حياة كريمة لها.
فيما دافع آخرون عن عائلة الصغيرة التي لم تعرف تفاصيل أكثر عنها أو ظروفها القاهرة.
واقع مرير
يشار إلى أن عمل الأطفال بات واقعا ملموسا في العراق، حيث يمكن رؤية الكثير منهم يعملون في ورش التصليح أو المقاهي ومحلات الحلاقة، فيما يبيع آخرون المناديل على مفترق الطرق.
فقد أكد مسؤول شعبة مكافحة عمل الأطفال في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المهندس حسن عبد الصاحب لوكالة فرانس برس أن “عمالة الأطفال في زيادة مستمرة بسبب الحروب والصراعات والتهجير الذي حدث خلال الفترة الماضية، خصوصا في المحافظات التي تعرضت لغزو داعش”. وأضاف أن هذه الظروف ساعدت على زيادة عمالة الأطفال، لأنه “أصبح لدينا عائلات كثيرة بدون معيل فاضطرت الأم إلى ترك ابنها يعمل”.
بدورها، حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية في تقرير نشر أواخر العام 2022 من “انتشار مقلق” لعمالة الأطفال خصوصا في الموصل، المعقل السابق لداعش، والتي لا تزال تعاني من ضعف في عملية إعادة البناء رغم مرور خمس سنوات على تحريرها.
كما أكدت هذه المنظمة غير الحكومية أنه من خلال معلومات شملت 411 أسرة إلى جانب 265 طفلاً، تبين أن 90% من الأسر التي شملتها الدراسة “لديها طفل أو أكثر” يعمل. وأشارت إلى أن نحو 75% من هؤلاء القاصرين لديهم “وظائف غير رسمية وخطرة (بينها) جمع القمامة أو الخردة المعدنية أو في البناء”.
يذكر أنه على الرغم من ثروة البلاد النفطية الهائلة، يعاني ثلث سكانه من الفقر، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: العربية