رمضان وسط الأزمة.. مليون ليرة تكلفة طبق الفتوش في لبنان
الارتفاع الكبير في الأسعار، نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار قياسا لليرة اللبنانية، سيدفع العائلات نحو "التكيف السلبي" مع هذا التضخم، إما عبر تخفيض كميات الطعام أو إلغائها من حساباتهم الرمضانية، أو الاعتماد على بدائل أقل تكلفة.
قبل أيام من حلول شهر رمضان، أعلن رئيس الدولية للمعلومات (نشرة إحصائية محلية) جواد عدرا، على حسابه الخاص عبر “تويتر”، أن تكلفة صحن “الفتوش” للشخص الواحد، تبلغ 225 ألف ليرة على الأقل.
وقارن عدرا سعر طبق الفتوش منذ بداية الأزمة الاقتصادية التي تمر على لبنان، بالشكل التالي:
- عام 2020 بلغت تكلفة الطبق 4,250 ليرة.
- عام 2021 وصلت إلى 12,300 ليرة.
- عام 2022، بلغت التكلفة 50,500 ليرة.
- قبل أسبوع من بداية شهر رمضان 2023، تبلغ كلفة طبق الفتوش 225,000 ليرة، وهو رقم مرشح للارتفاع، وفقا لتقلبات سعر صرف الدولار.
طبق الفتوش بمليون ليرة!
وتعادل 225 ألف ليرة، الخميس، نحو 2 دولار وربع الدولار، وفق سعر صرف العملة الأميركية في السوق السوداء، التي قارب فيها سعر الدولار 104 آلاف ليرة، بينما لا يزال عدد كبير من اللبنانيين يتقاضون رواتبهم على أساس 1500 ليرة للدولار الواحد.
بالنسبة للبنانيين، فإن للفتوش مكانة خاصة:
- الفتوش أحد أنواع السلطات التي تشتهر فيها بلاد الشام، خاصة لبنان.
- يعتبر طبق الفتوش زينة مأدبة الإفطار الرمضانية في لبنان، إذ يتم تناوله بعد الحساء مباشرة.
- يحتاج الفتوش إلى العديد من أنواع الخضار، أبرزها الخس والخيار والبقدونس والليمون الحامض والطماطم والنعناع الطازج والبقلة والزعتر والفجل وزيت الزيتون والخبز اللبناني المحمص.
- إذا كانت كلفة طبق الفتوش وفق” الدولية للمعلومات” تناهز اليوم 225 ألف ليرة للشخص الواحد، هذا يعني أن كلفة الطبق العائلي لـ 4 أشخاص يقدر بمليون ليرة.
- الرقم قابل للارتفاع في كل لحظة، مع ربطه بسعر صرف الدولار، الذي تخطى الـ100 ألف ليرة لكل دولار، دون أي رادع.
أهمية الفتوش للصائم.. وبدائل “أقل تكلفة”
في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، كشفت خبيرة التغذية ريان فراشة، أهمية الأطباق مثل الفتوش، خلال شهر الصيام، قائلة:
- “صحن الفتوش يحتوي الكثير من الفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة، أي أنه يساعد في عملية الهضم، ويزود الجسم بالمياه التي يحتاجها خلال فترة الصوم”.
- “من الممكن استبدال الفتوش هذا العام ببعض أنواع السلطات، مثل سلطة الملفوف وزيت زيتون والحامض والثوم، أو سلطة الزعتر والبصل، أو سلطة البقلة والبندورة”.
- “هذه البدائل أقل تكلفة على المواطن، وتحتوي على فيتامينات مطابقة للفتوش في حال عدم الحصول عليه”.
جولة ميدانية.. ماذا يقول مواطنون؟
وفي جولة لموقع “سكاي نيوز عربية” في شوارع بيروت للاطلاع على حال الأسواق، قال عدنان (56سنة): “طعامنا اليومي أصبح باهظ الثمن. لا فتوش ولا غيره، فاللحوم نهشت الرواتب ولم يبق من المائدة الرمضانية سوى التمر ورحمة الله”.
من جانبها، قالت سيدة وهي تراقب أسعار الخضروات بدهشة وأسى: “نعيش أكبر كارثة في الوجود. التجار يتلاعبون بالأسعار دون رقيب أو حسيب. سأستغني عن الفتوش والعصير واللحوم، وأتوجه نحو حشائش الطبيعة البرية”.
ماذا يعني هذا الارتفاع الصاروخي بالأسعار؟
- في محاكاة بسيطة، ستصل كلفة الفتوش فقط لعائلة مؤلفة من 5 أفراد، ما يقارب المليون وربع المليون ليرة يوميا، عدا الأطعمة الأخرى على الطاولة.
- سيصاحب هذا الارتفاع الكبير في “مؤشر الفتوش”، تضخما في أسعار السلع الأخرى التي عادة ما يستخدمها الصائمون على موائدهم الرمضانية في لبنان، خصوصا اللحوم والدواجن والحلويات.
- يعني ذلك أن أغلب العائلات في لبنان ستعاني لتأمين السلع والمكونات الأساسية على موائدها خلال رمضان المقبل.
المصدر: سكاي نيوز عربية