رغم دعمه المطلق.. بايدن قلق “ماذا بعد غزو غزة؟”
بعد الهجوم الذي نفذته حماس، السبت الماضي، أعلنت الولايات المتحدة دعمها غير المشروط لإسرائيل، لكن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بالقلق من أن الحكومة الإسرائيلية ليست مستعدة لعواقب الغزو الضخم الذي تحضر له والذي قد يأتي في أي ساعة.
فقد كشف أشخاص مطلعون على موقف إدارة بايدن طلبوا عد الكشف عن هوياتهم، أن البيت الأبيض يخشى ألا يكون لدى إسرائيل خطة لما سيأتي بعد الغزو في غزة، ويضغط عليهم ذلك للتفكير فيما وراء الهدف المباشر المتمثل في القضاء على حماس، بحسب تقرير لـ”بلومبيرغ”.
قلق أميركي من أوامر الإخلاء
وقالت المصادر إن فريق بايدن أعرب أيضاً عن قلقه بشأن مطالبة إسرائيل بإخلاء السكان شمال غزة خلال 24 ساعة، وهو الموعد النهائي الذي يقول كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إنه غير واقعي.
وبعد وقت قصير من تقديم إسرائيل للطلب، اعترف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، بأن الإخلاء في غزة سيكون “أمرا صعبا”.
كذلك أضافت المصادر أن الرغبة في دعم إسرائيل مقابل الخوف مما قد يأتي بعد ذلك تؤكد على التوازن الدقيق الذي يواجهه بايدن.
وأشارت إلى أن الحملة العقابية في غزة وعدم وجود نقطة نهاية واضحة تهدد بتأجيج أسوأ أزمة تواجهها إسرائيل منذ 50 عاماً، مما قد يؤدي إلى حريق إقليمي ستكافح الولايات المتحدة وحلفاؤها لاحتوائه.
مصير الرهائن في خطر
في موازاة ذلك يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق بشأن الخسائر الإنسانية في غزة، حيث احتشد آلاف المدنيين في الشوارع للفرار في أعقاب أمر الإخلاء.
كما أنها تركز على مصير عشرات الرهائن، ونحو 500 مواطن أميركي ما زالوا في غزة. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين، الخميس، إن الولايات المتحدة تقدم النصائح لإسرائيل بشأن كيفية استعادة الرهائن، فيما تحدث بايدن مع عائلات المفقودين يوم الجمعة.
وقال أحد مساعدي الكونغرس إن المناقشات حول مستقبل غزة بدأت أيضاً بهدوء في الكونغرس. وأضاف أن قادة الكونغرس يدركون تماماً أن الولايات المتحدة غزت أفغانستان في عام 2001 بهدف الإطاحة بطالبان، لكن انتهى الأمر ببقاء القوات الأميركية في البلاد لمدة 20 عاماً.
إسرائيل لم تكشف خططها
في المقابل، لم يتحدث المسؤولون الإسرائيليون إلا قليلاً عن خططهم لغزة، باستثناء تصميمهم على تدمير حماس. وقال ضابط عسكري إسرائيلي كبير سابق لا يزال على اتصال وثيق بالجيش، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه عندما تنتهي الحرب، قد تقوم إسرائيل بإنشاء نظام عسكري مؤقت وتسليم غزة إلى قوة دولية، حسب ما ذكرت “بلومبرغ”.
وفي الوقت الحالي، يسعى بايدن وفريقه إلى إظهار دعم لا يتزعزع بالنظر إلى حجم الرعب الناجم عن هجوم نهاية الأسبوع الماضي الذي شنته حماس، والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز العشرات كرهائن.
في حين ابتعد مساعدو بايدن عن التشكيك علناً في استراتيجية إسرائيل في الصراع ضد حماس، التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية، لكنهم كانوا حذرين في ذات الوقت.
المصدر:العربية