رغم تقديره وعدّه أفضل لاعب في التاريخ.. لماذا لم يضم غوارديولا ميسي إلى مانشستر سيتي؟
يرجع الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي أسباب نجاحه إلى "لاعبين جيدين. أن يكون ميسي في الماضي، وهالاند الآن. وأنا لا أمزح، إنها الحقيقة".
فالمدرب “الفيلسوف” يتأهب لمواجهة الغد مع إنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي لم يعرف “بيب” طعم الفوز به إلا مع “الساحر الأرجنتيني”.
وفاز مدرب برشلونة السابق بلقب المسابقة القارية الأم مدربا عامي 2009 و2011 مع ميسي ضمن صفوف “البرسا”. وسيلعب النهائي الثاني له مع مانشستر سيتي غدا السبت مستخدما هذه المرة هالاند ليكون السلاح الهجومي الأساسي.
وبالعودة إلى علاقة “البرغوث” بغوارديولا، فإن تصريحات الأخير عن قائد منتخب الأرجنتين كانت كلها إشادة وإعجابا وتقديرا، وعدّه أفضل لاعب في تاريخ اللعبة، وأنه ليس هناك أي لاعب يمكنه الاقتراب من مكانته الكروية، وأنه يستطيع اللعب في جميع المراكز، ولديه القدرة على حمل الفريق على كتفيه.
ولكن سؤال “المليون دولار”: لماذا لم يحاول غوارديولا التعاقد مع ميسي عام 2021 عندما غادر برشلونة ولا هذه الأيام عندما رحل عن سان جيرمان؟
ويشكك البعض في قدرة غوارديولا على الفوز غدا بلقب المسابقة القارية الأم؛ بحجة أن هذا المدرب الإسباني لم يغز أوروبا أبدا من دون ميسي، ثم دخل في سنوات عجاف قارية بعد انتقاله إلى بايرن ميونخ ثم “السيتي”.
ولكن عدم فوز غوارديولا بدوري الأبطال لا يقلل من عبقريته أو مكانته، كما كان يقال عن ميسي إنه “أفضل لاعب في التاريخ حتى لو لم يفز بكأس العالم”.
فغوارديولا ظفر بأكثر من 30 لقبا وهو مدرب، ويعتقد الخبراء أنها كافية لتأكيد المؤكد بأنه أفضل مدرب في العالم.
وبعد هذا “العقم القاري” أمضى “السيتي” نفسه الكثير من العقد الماضي في التساؤل عن ميسي، وإذا كان يمكن إقناعه بالقدوم إلى الاتحاد، حتى قبل وصول غوارديولا إلى النادي الإنجليزي، وكانت الاحتمالية مطروحة بجدية على الطاولة، ولكن كان خورخي (والد ميسي) يرفع لافتة مكتوبا عليها “ممنوع الاقتراب”، وأن العبقري الصغير سينهي مسيرته الكروية في “كامب نو”، وهذا حلم ميسي وعائلته.
وفجأة، تحول الحلم إلى كابوس، وانهارت العلاقة بين اللاعب والنادي عام 2021. وهذا الموسم فشل “السيتي” في التعاقد مع النجم الإنجليزي والهداف هاري كين، وكان الطريق مفتوحا أمام “السيتي” للتعاقد مع النجم الأرجنتيني لأن غوارديولا كان بحاجة إليه ليس فقط على المستوى العاطفي لإعادة وصل ما انقطع، بل أيضا على المستوى الكروي وتسجيل الأهداف.
والمفاجأة أن فريق “السيتيزنز” الذي عدته التقارير -إضافة إلى سان جيرمان- الأوفر حظا للتعاقد مع “البولغا” لم يقدم أي عرض للاعب لضمه، ورأى أن الأمر لا يعنيه؛ ليرحل ميسي إلى سان جيرمان.
غير أن ما قدمه ميسي مع الفريق الباريسي أكد صواب قرار غوارديولا، فبدا كأنه شبح “ميسي برشلونة”، ولولا المستوى الذي قدمه في كأس العالم وقيادته منتخب “التانغو” للفوز بكأس العالم قطر 2022 لكان ميسي في حكم المنتهي كرويا.
فلو تعاقد غوارديولا مع ميسي لكان عليه أن يصنع فريقا يخدم “البرغوث” -كما حدث في منتخب بلاده- وليس العكس. ولكن غوارديولا وضع قلبه في ثلاجة وبنى فريقا شابا قويا يسيطر على الكرة الإنجليزية، ويتحفز لغزو أوروبا بداية من الغد.
وكان هناك احتمال أن يعطي ميسي الإضافة، ولكن بالطريقة والمتطلبات التي يريدها غوارديولا، وتغييره في التشكيلة الأساسية بشكل متكرر، وإجلاس الكثير من اللاعبين النجوم على دكة البدلاء ستكون مغامرة غير مضمونة النتائج لمدرب يضع معايير خرافية لأي لاعب يضمه لفريقه.
المصدر : الجزيرة