خصوم أميركا معاً في بكين.. صورة حملت رسائل وأزعجت ترامب

في بكين، اجتمع أبرز خصوم الولايات المتحدة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جين بينغ، فضلاً عن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون، لحضور العرض العسكري الضخم الذي أقيم بمناسبة الذكرى الثمانين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.

وقد جلس بوتين وكيم على جانبي شي، في صورة حملت رسائل متعددة إلى الغرب لاسيما الولايات المتحدة، وأغضبت في الوقت عينه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اتهم في منشور على منصة “تروث سوشال”، الزعماء الثلاثة بالتآمر ضد بلاده.

في حين رأى عدد من المراقبين والمحللين أن هذا المشهد الذي جمع الرؤساء الثلاثة حمل رسالة قوية إلى واشنطن، مفادها تشكل محور قوي قد يقف في مواجهة الغرب.

رفض “الأحادية”

وفي السياق، قال رايان هاس، مدير مركز جون إل. ثورنتون للصين في مؤسسة بروكينغز: “إن شي يسعى جاهداً لتثبيت بلاده كقوة عالمية مركزية، ولمراجعة النظام الدولي بما يتماشى مع رؤيته وتوجهاته”. كما أضاف أن الرئيس الصيني “يرى في حضور قادة آخرين هذا العرض، دليلًا على تقدمه نحو تحقيق أهدافه”، وفق ما نقلت “نيويورك تايمز”.

في حين رأى محللون آخرون أنه أراد أن يظهر نفسه باعتباره القوة العالمية الوحيدة التي قد تتمتع بفرصة حقيقية للضغط على بوتين من أجل إنهاء حربه على أوكرانيا، مع التأكيد على أنه لن يستخدم هذا الضغط للعب وفقا لقواعد الغرب، حسب شبكة “سي أن أن”.

كما سعى شي من خلال هذا العرض العسكري إلى تأكيد قوة بلاده الساعية إلى إعادة ضبط القواعد العالمية، ورفض الهيمنة الأحادية (وفق ما أكد مراراً في خطاباته)، وعدم خشيتها تحدي قواعد الغرب.

ولعل ترامب تلقف تلك الرسائل، إذ علق على صورة الزعماء الثلاثة، متهماً نظيره الصيني بـ”التآمر” ضد بلاده مع الرئيس الروسي والزعيم الكوري الشمالي. وكتب الرئيس الجمهوري في منشور على منصته “تروث سوشال”: “أتمنى للرئيس شي ولشعب الصين العظيم يوماً رائعاً من الاحتفالات”، قبل أن يضيف بنبرة ساخرة “أرجو منكم إبلاغ أطيب تحياتي لفلاديمير بوتين وكيم يونغ أون بينما تتآمرون ضد الولايات المتحدة”.

وكان الرئيس الصيني أكد في كلمة ألقاها خلال العرض العسكري أمام حشد يضم أكثر من 50 ألف شخص بميدان تيانانمن، أن “البشرية تواجه خيار السلام أو الحرب، الحوار أو المواجهة، فوز الجميع أو خسارة الجميع”، مضيفاً أن الشعب الصيني “يقف بحزم في الجانب الصحيح من التاريخ”.

كما شدد في خطابه أمام صورة كبيرة للزعيم الراحل ماو تسي تونغ، على التزام بلاده بمواصلة طريق التنمية السلمية.

يشار إلى أن هذا العرض الضخم صُمم لإبراز قوة الصين العسكرية ونفوذها الدبلوماسي، وفق رويترز.

كما أتى في الوقت الذي تتسبب فيه “الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي في توتر علاقات واشنطن مع الحلفاء والخصوم على حد سواء”.

المصدر – العربية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى