حزب الله وإسرائيل.. ماذا وراء مزاد الأرقام الكبيرة؟
حافل هذا اليوم بالأرقام الكبيرة، حزب الله قال إنه أطلق نحو إسرائيل من صواريخ الكاتيوشا 320، ومن المسيرات الكثير والكثير، وأن أهدافه كانت 11 ثكنة عسكرية، هذا عداك عن هدف دسم، أرجأ مسألة الكشف عنه إلى وقت لاحق.
إسرائيل أيضا دخلت في مزاد الأرقام الكبيرة، قال جيشها إنه حشد 100 طائرة حربية، وهاجمت هذه الطائرات المئة ضعف عددها من الأهداف في جنوب لبنان.
ثم تضمنت التصريحات الإسرائيلية جردة أرقام، بإنجازات ما يربو على 11 شهرا من القتال، آلاف منصات إطلاق الصواريخ، وزهاء 500 عنصر من حزب الله قنصتهم آلة الاغتيال الإسرائيلية، بمن فيهم من قادة الصف الأول وقادة ميدانيين.
كيف يقرأ ما جرى في هذا اليوم المثقل بالأعداد، بمعزل عمّا تحمله من تهويل؟
الإجابة في فؤاد شكر، حزب الله أعلن من ضمن ما أعلن في سيل بياناته في هذا اليوم الطويل أنه أنجز مرحلة أولية من الرد على اغتيال رئيس أركانه الذي نفذه الموساد الإسرائيلي مساء الثلاثين من يوليو الماضي في قلعته الحصينة، ضاحية بيروت الجنوبية، رافعا عن كاهله عبء الانتقام الصعب، وعناء إحراج الانتظار الطويل، خصوصا أمام قاعدته الشعبية التي تشكل ظهر المقاتلين وسندهم.
ولذلك جاءت الأرقام هائلة، بالتوازي مع فيض من بيانات أطلقها حزب الله رفقة الصواريخ، تكتنز أسطرها قدرا كبيرا من العبارات المتخمة بالشدة والبأس.
أراد حزب الله أن يوحي بأنه فعلا أنجز عملا ضخما يرقى لمستوى الردّ على اغتيال شكر أعلى رتبة في هيكليته العسكرية.
قد لا يبدو للمراقب أن الردّ متناظرٌ ومتساو، لكن هضمه سيكون أسهل إذا ما قورن بردّ طهران على اغتيال قاسم سليماني، أو بتأمّل ليلة النار التي استعرضتها في أبريل، ردّا على استهداف قنصليتها في دمشق، والتي أسفر عنها مقتل عدد من كبار جنرالات الحرس الثوري الإيراني، أبرزهم رضا زاهدي.
حرب حتمية
وبالمحصلة، يستمر الوضع في جبهة لبنان على حاله، يخوض حزب الله حرب إسناد، لم تسند حتى اللحظة أحدا في غزة.
بينما تواصل إسرائيل في المقابل قنص ما أمكنها من أهداف، لحين نضوج الظروف تحضيرا لحرب موسعة حتمية ستبادر إليها، لفرض مرادها بإبعاد حزب الله إلى ما بعد الليطاني.
والظروف هنا هي الحصول على الموافقة الأميركية الصريحة بإطلاق شرارة هذه الحرب، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين، السياسيون منهم والعسكريون، كرروا في تصريحاتهم غير مرة، إن تل أبيب ستخوض حربها ضد حزب الله في لبنان، سواء أنير الضوء الأميركي الأخضر أمام جيشها، أم ظل منطفئا.
المصدر: سكاى نيوز عربية