بعد فرنسا.. ألمانيا تبدأ سحب قواتها من مالي
بدأت القوات الألمانية الانسحاب من مالي في ظل استهداف برلين إنهاء بعثتها بحلول مايو/أيار 2024، بعد أن عرقلتها نزاعات مع المجلس العسكري الحاكم في باماكو، ودخول القوات الروسية إلى مالي.
وأكدت الحكومة الألمانية برئاسة أولاف شولتز -خلال اجتماع لمجلس الوزراء، في بيان- أن جنودها سيغادرون مالي تدريجيا في الأشهر الـ 12 المقبلة.
وكانت برلين أعلنت قرار الانسحاب من مالي نهاية 2022 قبل أن تصادق الحكومة عليه، اليوم الأربعاء، بسبب التوتر مع المجلس العسكري الحاكم.
وتدهورت العلاقات الأوروبية مع مالي منذ حدوث انقلاب عسكري عام 2020 ومنذ دعت حكومة مالي مقاتلين من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، لدعمها في قتال المتمردين، الأمر الذي دفع فرنسا لسحب قواتها العام الماضي بعد بقائها 10 سنوات تقريبا في مالي.
وكانت برلين نشرت نحو ألف جندي في مالي، ومعظمهم بالقرب من بلدة جاو شمال البلاد، حيث تتمثل مهمتهم الرئيسية في جمع معلومات استطلاع لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما).
وتعتبر ألمانيا أن الشروط لم تعد متوافرة لمواصلة المشاركة في البعثة التي تساهم فيها منذ عام 2013.
وقال القائد الألماني في مالي العقيد هايكو بونزاك -لصحيفة تاجيشبيغل، في مقابلة نشرت اليوم- إن الجيش بدأ في شحن مواد يبلغ حجمها نحو 1300 حاوية محملة بالعتاد.
وأضاف بونزاك أن المراحل الأولى من الانسحاب ستشهد تقليص عدد المواد المستخدمة تدريجيا، بينما ستواصل القوات إنجاز مهمتها بشتى الطرق.
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان الأربعاء “شئنا أم أبينا، ما يحدث في منطقة الساحل يؤثر علينا”. لذلك تعتزم برلين البقاء بمنطقة الساحل وإعادة توجيه التزامها في مجالات الأمن بالنيجر وموريتانيا ودول خليج غينيا.
يذكر أن بعثة “مينوسما” تأسست عام 2013 لدعم القوات الأجنبية والمحلية في مواجهة المسلحين “المتشددين” لكن الأشهر الماضية شهدت تكرار المناوشات بين السلطات المالية والبعثة.
و”مينوسما” -التي تتألف من 12 ألف جندي منتشرين بهذه البلاد- هي البعثة الأممية التي تكبدت أعلى الخسائر في العالم السنوات الماضية، فمنذ إنشائها عام 2013 قتل 183 جنديا من عناصرها في أعمال عدائية.
وأوقعت أعمال العنف في مالي منذ 7 سنوات أكثر من 10 آلاف قتيل -مدني وعسكري- بحسب منظمات غير حكومية، وتسببت بنزوح مليوني شخص.
المصدر: الفرنسية + رويترز