بعد انسحاب القوات السورية.. كيف يبدو الوضع في السويداء؟
سحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود لوكالة فرانس برس.

وبدت مدينة السويداء، التي شهدت في اليومين الماضيين اشتباكات دامية تخللها انتهاكات وعمليات نهب طالت المنازل والمتاجر، أشبه بمدينة منكوبة، وفق ما أوردت شبكة “السويداء 24″، مع خروج المشفى الرئيسي من الخدمة وتكدّس الجثث فيه وانقطاع خدمات المياه والكهرباء والاتصالات منذ أيام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن “السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من مدينة السويداء وكافة أنحاء المحافظة، مقابل انتشار للمقاتلين المحليين الدروز”.
ونقل مراسل فرانس برس عن مقاتلين على أطراف المحافظة أن القوات الحكومية تلقت أوامر بالانسحاب قبيل منتصف الليل وأنهت انسحابها فجرا.
وأفاد رئيس تحرير شبكة “السويداء 24” ريان معروف لوكالة فرانس برس، بعيد جولة في مدينة السويداء، بأنها “بدت خالية من القوات الحكومية، لكن الوضع كارثي مع وجود جثث في الشوارع”.
وأعلنت وزارة الداخلية والشيخ يوسف جربوع، أحد أبرز ثلاث مرجعيات روحية في السويداء، مساء الأربعاء التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار، نص على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.
لكن بحسب عبد الرحمن، فإن انسحاب القوات الحكومية “جاء بناء على اتفاق أمني اسرائيلي سوري بوساطة أميركية، بعيد التصعيد الإسرائيلي ضد السلطات ومطالبتها بسحب قواتها من السويداء”.
وفي كلمة متلفزة بثّها الإعلام الرسمي فجرا، أعلن الرئيس السوري “تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء”، في خطوة قال إن هدفها “تجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة”.
وأشاد الشرع بـ”التدخّل الفعّال للوساطة الأميركية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول”، متهما “الكيان الإسرائيلي” بأنه “يسعى مجددا إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدما في مسيرة إعادة البناء والنهوض”.
وأضاف: “كنا بين خيارين، الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية حضّت القوات الحكومية السورية على مغادرة منطقة النزاع في جنوب سوريا لخفض التوترات، بعدما شنت إسرائيل سلسلة ضربات على مقر رئاسة الأركان في دمشق ومحيط القصر الرئاسي وأهداف عسكرية أخرى في جنوب سوريا، محذرة دمشق من مغبة التعرض للدروز.
المصدر – سكاي نيوز