العراق.. المبادرة الهجومية “تشل” داعش عبر الضربات الاستباقية
توالت خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية النجاحات التي أحرزها العراق في مواجهة فلول تنظيم داعش الإرهابي، عبر استمرار الضربات الاستباقية والعمليات والحملات العسكرية الواسعة، في العديد من المحافظات بشمال البلاد وغربها وشرقها ضد أوكار التنظيم، والمترافقة مع عمليات استخبارية وأمنية دقيقة ضد عناصر التنظيم وقياداته .
وفي أحدث التطورات في ملف مواجهة فلول داعش، أكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية، أن تطور القدرات الأمنية والاستخبارية قد قطع الطريق أمام الإرهاب.
داعش يتقهقر
كشف المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي لوكالة الأنباء العراقية الآتي:
- الجهد الكبير الذي قامت به القوات الأمنية في نينوى وجنوب غرب كركوك وديالى وصلاح الدين ومناطق أخرى، قطع الطريق أمام فلول عصابات داعش الإرهابية ومنعها من القيام بأي عمل إرهابي.
- الوضع الأمني في البلاد حاليا جيد وأفضل بكثير من السابق، والقوات الأمنية تتمتع بإمكانيات عالية عززها التطور الاستخباري وتضافر الجهود لمنع عصابات داعش من القيام بأية خروقات أمنية.
- القوات الأمنية قامت بعمليات بحث وتفتيش ومطاردة ومداهمة وملاحقة لعصابات التهريب والخارجين عن القانون والمطلوبين، وما تتمتع به جميع المحافظات من الأمن حاليا جاء بسبب تضحيات القوات الأمنية، وهي مستمرة بتحقيق الأمن.
توظيف النجاح العسكري
- يرى مراقبون أن الجهد الأمني والاستخباري العراقي الدؤوب قد أتى أوكله، في كبح محاولات الدواعش لاعادة تنظيم فلولهم وخلاياهم النائمة في العراق، مشيرين إلى أن المبادرة الهجومية العراقية نجحت في تشتيت بقايا داعش وإجهاض خططها وعملياتها الإرهابية .
- طالبوا بضرورة الاستفادة من هذا الزخم والنجاح العسكري والأمني الكبير، وتوظيفه في سياق رؤية واستراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية والاجتماعية، وذلك عبر انتهاج سياسات تنمية شاملة ومعالجة أزمات الفقر والبطالة والأمية وغيرها من مشكلات، تتسبب بتوفير بيئة خصبة لانتعاش مناخات التطرف والإرهاب والجريمة .
يقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين، في حوار مع موقع سكاي نيوز عربية :
- واضح أن العراق يحقق انتصارات عظيمة متتالية على الإرهاب وخاصة في المناطق التي تنشط فيها بقايا تنظيم داعش وفلوله، مثل كركوك وديالى وصلاح الدين وجبال حمرين ونينوى والأنبار، علاوة على النجاحات الاستخبارية في مكافحة تهريب المخدرات والأعضاء البشرية والمشتقات النفطية وغير من أشكال الجريمة المنظمة .
- وهذا يعني أننا أمام حملات منظمة ليس فقط لمواجهة الجماعات الإرهابية، بل وكذلك مافيات الجريمة المنظمة والتهريب والممنوعات وهو ما يمثل تطورا مهما على طريق تحقيق الأمن والاستقرار في العراق المتزعزع منذ 2003 .
تجفيف منابع الإرهاب
- لكن مع هذه الانتصارات العسكرية والأمنية المتوالية على بؤر الإرهاب، لا بد بموازاة ذلك من ايجاد حلول جدية لمشكلات الفقر والبطالة والأمية وتفشي الفساد، وانتشار العشوائيات والبيئات الطرفية المهملة، ومعالجة آثار وندوب ما تركته الحروب المديدة في العراق من أزمات معقدة .
- فمثلا يبلغ عدد الأميين في البلاد أكثر من 11 مليون نسمة، وهناك أكثر من 6 ملايين يتيم ونحو 2 مليون أرملة، ومجمل هذه المشكلات المزمنة تشكل بطبيعة الحال أرضية خصبة لانتاج أشكال مختلفة ومركبة من الانحرافات الاجتماعية والنفسية والسلوكية، يقتات عليها الإرهاب والتطرف والجريمة بمختلف صورها .
- رغم أن العراق قد أعلن هزيمة داعش في صيف العام 2017 بعد سيطرة التنظيم الإرهابي طيلة أكثر من 3 سنوات منذ العام 2014، على مناطق شاسعة في شمال البلاد وغربها خاصة، لكن خلايا التنظيم وبقاياه ما زالت تنشط في العديد من تلك المناطق وتنفذ تباعا هجمات دموية ضد المراكز العسكرية والمدنية العراقية.
المصدر:سكاى نيوز عربية