الأفلام العربية تتألق في مهرجان كان السينمائي وتحصد 3 جوائز
3 أفلام عربية تفوز بجوائز في “نظرة ما” بمهرجان كان
فاز الفيلم السوداني “وداعاً جوليا” للمخرج محمد كردفاني بجائزة الحرية في مسابقة “نظرة ما” بمهرجان كان السينمائي في فرنسا، الذي أسدل الستار على دورته السادسة والسبعين السبت.
الفيلم بطولة سيران رياك وإيمان يوسف ونزار جمعة، وهو أول مشاركة سودانية في المهرجان، وتدور أحداثه في الخرطوم خلال السنوات القليلة السابقة لانفصال الجنوب عن الشمال.
كما فاز فيلم (عصابات) للمخرج المغربي كمال لزرق بجائزة لجنة التحكيم.
وحصلت المغربية أسماء المدير على جائزة الإخراج عن فيلم (كذب أبيض) والمستند على وقائع حقيقية من حياة صانعة العمل ومؤلفته.
وشملت القائمة المختارة للمسابقة، التي تسلط الضوء على الأفلام المتميزة ذات القصص غير التقليدية، 20 فيلما لمخرجين من فرنسا وأستراليا والصين وكندا والأرجنتين وتشيلي وإنجلترا وكوريا الجنوبية والبرتغال والبرازيل ومنغوليا وإيران.
وشهدت الدورة السادسة والسبعون لمهرجان كان مشاركات عربية واسعة في مختلف مسابقاته من تونس والمغرب ومصر والسودان والأردن.
جوستين ترييه تفوز بالسعفة الذهبية
فازت الفرنسية جوستين ترييه السبت بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمها “أناتومي دون شوت” (“Anatomie d’une chute”)، لتصبح ثالث مخرجة تحصل على هذه المكافأة الأرفع في تاريخ مهرجان كان السينمائي.
وبهذا الفوز، تخلف جوستين ترييه البالغة 44 عاما، المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون (“ذي بيانو” سنة 1993)، والفرنسية جوليا دوكورنو (“تيتان” عام 2021)، لتؤكد الحركة البطيئة نحو المساواة بين الجنسين في قطاع السينما الذي هيمن عليه الرجال تقليدياً.
ولدى تسلمها الجائزة من يدي الممثلة الأمريكية جين فوندا، اختارت السينمائية الفرنسية توجيه رسالة سياسية من منبر المهرجان، منددة بشدة بـ”التنكّر الصادم” من الحكومة الفرنسية للتحركات الاحتجاجية المناهضة لإصلاح قانون التقاعد في البلاد.
وقالت ترييه “هذا النمط من السلطة المهيمنة والمتفلّتة بشكل متزايد، ينتشر في مجالات عدة”، مبدية اعتقادها بأن السلطة سعت إلى “تحطيم الاستثناء الثقافي” الفرنسي.
وسارعت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك إلى الرد على تصريحات ترييه، مبدية شعورها “بالذهول إزاء هذا الخطاب الظالم”. وكتبت عبر الشبكات الاجتماعية أن الفيلم الفائز “ما كان ليرى النور لولا نموذجنا الفرنسي لتمويل السينما الذي يتيح تنوعاً فريدا على صعيد العالم. دعونا لا ننسى ذلك”.
وتحصد ترييه هذه المكافأة السينمائية الرفيعة بعد أربعة أفلام في مسيرتها، بينها “سيبيل” الذي اختير للمنافسة سابقاً في مهرجان كان.
السينما الفرنسية تلمع مجدداً
كما أن تتويج مخرجة فرنسية شابة بهذه الجائزة الكبرى في عالم السينما، يشهد مجدداً على النجاح الفرنسي في المهرجانات الدولية، بعد منح أودري ديوان جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية سنة 2021 عن فيلمها “ليفنمان”، ومنح الفرنسي نيكولا فيليبير في شباط/فبراير الفائت جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه “سور لادامان”.
واختارت اللجنة التي ترأسها السويدي روبن أوستلوند وضمت بين أعضائها الفرنسية جوليا دوكورنو، فيلماً يروي قصة محاكمة أرملة (ساندرا هولر) متهمة بقتل زوجها. ويسلط العمل الضوء على ديناميات العلاقة وتشعباتها بين فنانين متزوجين ميسورين، والأحكام الاجتماعية المسبقة التي تصطدم بها النساء المستقلات.
كذلك، وجهت اللجنة رسالة معاصرة عن “تفاهة الشر”، من خلال منح جائزتها الكبرى إلى البريطاني جوناثان غلايزر عن فيلمه “ذي زون أوف إنترست” الذي يدور حول الحياة اليومية لقائد عسكري في معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز.
ومُنحت جائزة أفضل إخراج لتران أنه هونغ عن فيلمه “لا باسيون دو دودان بوفان” المتمحور حول فن الطهو الفرنسي مع بونوا ماجيميل، فيما فاز فيلم “فالن ليفز” للفنلندي أكي كوريسماكي بجائزة لجنة التحكيم.
وأُعطيت جائزتا أفضل أداء تمثيلي في مهرجان كان مساء السبت للياباني كوجي ياكوشو غن دوره في فيلم “برفكت دايز” لفيم فندرز، وللتركية ميرفه ديزدار عن دورها في فيلم “عن الأعشاب اليابسة” (Kuru Otlar Üstüne) لمواطنها نوري بيلغه جيلان.
وأبعد من الجوائز، فإنّ حفلة اختتام المهرجان التي قدّمتها كيارا ماستروياني طوت صفحة النسخة السادسة والسبعين من الحدث التي ترأستها للمرة الأولى إيريس كنوبلوك، التي أمضت معظم مسيرتها المهنية في استوديوهات “وارنر”.