استعداد لهجوم روسي واسع.. الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه كييف ولافروف: قناعة واشنطن بصوابيتها المطلقة سبب المواجهة بأوكرانيا
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اليوم الخميس دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا لدى وصولها إلى كييف مع فريق من المفوضين الأوروبيين، عشية انعقاد قمة أوروبية أوكرانية في العاصمة الأوكرانية.
يأتي هذا فيما أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تستعد لشن هجوم واسع على أوكرانيا من البحر الأسود.
وكتبت فون دير لايين -في تغريدة على تويتر- “من الجيد أن أعود إلى كييف للمرة الرابعة منذ بدء الغزو الروسي وهذه المرة مع فريقي من المفوضين”، مضيفة “نحن هنا معا لنؤكد وقوف الاتحاد الأوروبي بحزم إلى جانب أوكرانيا”.
وقد أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل أن مجموع المساعدات الأوروبية المقدمة لأوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير/شباط الماضي بلغ أكثر من 50 مليار دولار.
هزيمة استراتيجية
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه كلما زاد الغرب في تزويد نظام كييف بالأسلحة بعيدة المدى زادت الحاجة لدفع القوات الأوكرانية بعيدا عن الأراضي الروسية.
وأشار إلى أن الجميع يريد إنهاء الصراع لكن لا أحد يرغب في إقناع كييف بالمسار الدبلوماسي.
وأضاف لافروف “الغرب يأمل في هزيمة استراتيجية لروسيا حتى لا تتمكن من التعافي لعقود”، منوها إلى أن ما وصفها بـ “قناعة الولايات المتحدة بتفوقها وصوابيتها المطلقة” هما السبب في المواجهة القائمة حاليا بين روسيا والغرب في أوكرانيا.
وبشأن المقاطعات الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا في سبتمبر/أيلول الماضي، أي لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون، أكد لافروف أن بلاده تنطلق في هذا الإطار “من الواقع الذي ثبت دستوريا بشأن مستقبل هذه المناطق”.
قصف وغارات
ميدانيا، نقل مراسل الجزيرة في كراماتورسك شمالي دونيستك عن مصادر طبية أوكرانية أن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب ثمانية اخرون في قصف روسي استهدف مبنى سكنيا وسط المدينة الليلة الماضية.
وأضاف المراسل أن عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض مازالت مستمرة بحثا عن عدد من المفقودين.
وقالت السلطات الموالية لروسيا في المقاطعة إن القوات الأوكرانية قصفت ستة أحياء سكنية في المدينة بنحو مائة قذيفة من أعيرة مختلفة.
من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن عددا من المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح جراء غارات شنتها القوات الروسية على مقاطعات عدة، لاسيما في زاباروجيا وخيرسون.
وأكدت الهيئة أن قواتها واصلت غاراتها الجوية وضرباتها المدفعية على مواقع تمركز القوات الروسية على أكثر من جبهة.
وأضافت أن القوات الروسية واصلت شن غاراتها الجوية على المقاطعات الجنوبية والشرقية في أوكرانيا ونفذت خلال الساعات الماضية أكثر من 70 رشقة صاروخية على مقاطعات عدة لاسيما في خيرسون وزابروجيا، ما أوقع قتلى وجرى في صفوف المدنيين.
وأكدت أن أكثر من 20 منطقة في زاباروجيا تعرضت طيلة الليلة الماضية للقصف الروسي المكثف، إضافة الى استمرار القصف المدفعي على عموم أراضي خيرسون.
وأشارت إلى أن التهديد بضربات جوية واسعة النطاق على عموم البلاد لا زال قائما، وأن الروس يكثفون من عملياتهم الاستطلاعية النشطة على أكثر من جبهة، في محاولة لتكثيف هجماتهم.
تضارب في باخموت
وبخصوص بلدة باخموت الاستراتيجية في دونيتسك، أعلنت السلطات الموالية لروسيا أن القوات الروسية أحكمت تطويق المدينة.
وقال يان غاغين مساعد القائم بأعمال زعيم دونيتسك الموالي لروسيا إن باخموت تخضع حاليا لحصار مشدد، وإن معارك تدور للسيطرة على الطريق السريع جنوب غرب المدينة.
لكن يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، نفى أن تكون باخموت قد طوقت “عملياتيا”.
وقال متحدث باسم القوات الأوكرانية إن قتالا ضاريا يجري قرب باخموت، وإن القوات الروسية قصفت المنطقة أكثر من 150 مرة.
وفي وقت سابق، قالت مصادر عسكرية أوكرانية إن المعارك تدور في شرق المدينة وشمالها، وأكدت أنه رغم صعوبة الوضع فإنه “تحت السيطرة”.