استخدمت فاغنر لنهب الذهب وتأجيج حرب أهلية.. ماذا تريد روسيا من السودان؟
يد روسيا تتحكم في مستقبل السودان
تعيش السودان على وقع اشتباكات كبيرة انتشرت في مناطق مختلفة في البلاد بين اللواء عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني والفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.
الاشتباكات بدأت في العاصمة الخرطوم وبلغت حتى المطار الذي دمرت قاعاته وتضرر العديد من الطائرات الموجودة على مسارات المطار.
خوف ورعب يعيشه الشعب السوداني وسط ترقّب لما سيؤول له الأمر.
تدخل روسيا في السودان
ساعدت أنشطة التعدين التي تقوم بها مرتزقة فاغنر في السودان في تكوين احتياطيات من الذهب في البنك المركزي الروسي، والتي كانت ضرورية لموسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
أفادت شبكة “سي إن إن” أن ما لا يقل عن 16 رحلة روسية هرّبت الذهب من السودان إلى روسيا على مدى عام واحد.
يتجاوز وجود فاغنر في السودان تغطية وسائل الإعلام، حيث أنشأ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي موالية لروسيا، من أجل نشر معلومات مضللة وتأجيج نار الفتنة والحرب الأهلية.
أظهر تحقيق سي إن إن العام الماضي أن اللواء عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني والفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع لهما علاقات مع روسيا وساعد الجنرالان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استغلال موارد السودان الذهبية للمساعدة في دعم التمويل الروسي ضد العقوبات الغربية وتمويل حربه في أوكرانيا. كما تلقى دقلو تدريبات عسكرية روسية.
تحدثت CNN مع كل من المسؤولين السودانيين والأمريكيين وراجعت الوثائق التي أظهرت محاولات متعددة لتهريب الذهب من السودان وإلى روسيا في نفس الوقت الذي غزا فيه بوتين أوكرانيا.
أظهر التحقيق أيضًا كيف تواطأ دقلو والبرهان مع روسيا في العملية، مما حرم السودان أحد أفقر دول العالم على الرغم من كونه أحد أكبر منتجي الذهب في العالم من المورد الثمين.
حصلت مجموعة فاغنر الروسية سيئة السمعة، وهي مجموعة مرتزقة مدعومة من الكرملين في وقت سابق على امتيازات تعدين الذهب القيمة في السودان ودخلت في شراكة مع دقلو، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز .
على الرغم من تحالفهما في وقت مبكر ، اشتبك البرهان وداقلو في النهاية حول جهود دمج قوات الرد السريع مجموعة من حوالي 100000 جندي في الجيش السوداني، والتي ستقود بعد ذلك هذا الجيش الجديد، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية .
عقود روسية لاستنزاف ثروات السودان
وافق المجلس العسكري الانتقالي سابقا على الإبقاء على العقود الروسية الضخمة في قطاعات الدفاع والتعدين والطاقة في السودان، علماً بأن هذه العقود توسّعت إلى حد كبير في الأعوام الأخيرة. وفقاً لمعهد استوكهولم الدولي للأبحاث عن السلام، تأتي السودان في المرتبة الثانية في قائمة الدول الأفريقية التي تشتري الأسلحة الروسية، بعد الجزائر، ويُشار في هذا الصدد إلى أنها اشترت 50 في المئة من أسلحتها من روسيا عام 2017.
وحصلت شركة التعدين الروسية M Invest على وصول تفضيلي إلى احتياطات الذهب السودانية عام 2017، بعد انعقاد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السابق عمر البشير في سوشي. وبما أن البنى التحتية السودانية تساهم في نقل النفط من جنوب السودان إلى الأسواق العالمية، أعربت روسيا عن اهتمامها ببناء معمل لتكرير النفط في السودان بغية زيادة أرباحها من صفقات التنقيب عن النفط في جنوب البلاد.
وإلى جانب هذه العقود، تتطلع روسيا إلى بناء قاعدة في الساحل السوداني المطل على البحر الأحمر لزيادة تأثيرها في القرن الأفريقي وتوسيع حضورها في مضيق باب المندب. وكان الرئيس السوداني آنذاك عمر البشير قد طلب من روسيا النظر في بناء قاعدة على البحر الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
وكانت زيارة لافروف الأخيرة إلى الخرطوم، قد عادت بالمشروع إلى الأضواء من جديد بعد طول غموض وصمت وتكتم، وتزامنت مع زيارة مشتركة لعدد من المبعوثين الغربيين الدوليين من كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للسودان.
ويرى محللون ومراقبون أن الرغبة الروسية الملحة في إقامة قاعدة عسكرية بحرية على ساحل البحر الأحمر في السودان، لا تنفصل عن سياق مخطط تغلغلها في العمق الأفريقي.
بما أن مصالح موسكو الاستراتيجية في السودان تتوقف على إبقاء المجلس العسكري على هيمنته السياسية، قامت روسيا بخطوات ناشطة لنزع الشرعية عن المعارضة السودانية من خلال شنّ حملة تضليل.
فقبل سقوط البشير، حضّ ييفغيني بريغوجين، رئيس مرتزقة فاغنر الحكومة السودانية على وصم المحتجين وحرّض على الحرب الأهلية.
المصدر: اخبار الان