روسيا تعلن إحباط هجوم بالمسيرات على موسكو وقروض بقيمة 3 مليارات دولار لكييف في مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة ملتزمة بالوقوف إلى جانب أوكرانيا مهما طال الوقت، في حين أعربت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية عن ثقتها بأن هجوم القوات الأوكرانية المضاد على الجيش الروسي سوف ينجح، رغم اعترافها بصعوبة الحرب.
كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك -خلال مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا الذي تستضيفه بلاده- أنه سيتم توفير ضمانات قروض بقيمة 3 مليارات دولار لكييف، مؤكدا أن على روسيا دفع ثمن ما دمرته في حربها على أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -خلال كلمة له في المؤتمر عبر تقنية الفيديو- إن بلاده تريد العيش بحرية لذلك علينا إعادة البناء، مؤكدا أن “القيادة الأوكرانية قادرة على حماية الناس، وبدعمكم نستطيع تجاوز الدمار الذي خلفته الحرب الروسية”.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -خلال المؤتمر- عن مساعدة اقتصادية أميركية جديدة لكييف مقدارها 1.3 مليار دولار، تركز على حاجات الطاقة والبنية التحتية، لدى مشاركته في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار أوكرانيا المنعقد في لندن.
وقال بلينكن “مع استمرار روسيا في التدمير، نحن هنا لمساعدة أوكرانيا على إعادة البناء.. إعادة بناء الحياة وإعادة بناء بلدها وإعادة بناء مستقبلها”.
وفي لقاء مع الجزيرة، أكد الرئيس الإستوني ألار كاريس على ضرورة البدء بدعم أوكرانيا بشكل جماعي لمساعدتها في إعادة الإعمار، معتبرا أنه بإمكان “الشركاء البدء في إعادة إعمار المناطق الأقل تأثرا بالحرب”.
كما أكد على أنه من اللازم إيجاد حل للأزمة الأوكرانية وبذل الجهود في سبيل ذلك.
رغبة في القتال
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تجديد حلف شمال الأطلسي (ناتو) معارضته تجميد الصراع في أوكرانيا يعني رغبته في القتال، مشيرا إلى أن بلاده جاهزة لهذا الأمر.
وأضاف “فهمنا منذ زمن أهداف حلف الناتو فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، وهذه الأهداف تشكلت على مدى سنوات منذ الانقلاب في أوكرانيا، والآن الحلف يحاول تحقيقها على مراحل”.
وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قد أعلن أن الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، والتي وصفها بالوحشية والعشوائية، تظهر أهمية الدفاع الجوي للناتو للحفاظ على أمن مواطني دول الناتو.
وقال ستولتنبرغ -خلال تفقده المناورات الجوية لحلف الناتو بقاعدة ياغل العسكرية شمالي ألمانيا- إن الناتو ليس طرفا في الصراع الروسي الأوكراني، ولكنه أكد وقوف الحلف إلى جانب أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.
مطالبات لبكين
على صعيد آخر، طالب المستشار الألماني أولاف شولتز الحكومة الصينية بتحمل مسؤولياتها تجاه الحرب في أوكرانيا.
وأضاف شولتز -في مؤتمر صحفي على هامش المحادثات الصينية الألمانية في برلين- أن من المهم أن تستمر بكين في عدم تزويد روسيا بالسلاح.
وأردف “دعوت مرة أخرى الحكومة الصينية لاستخدام نفوذها على روسيا في هذه الحرب بقوة أكبر بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن. تتحمل الصين مسؤولية خاصة، يجب أن نعمل معا في هذا الشأن في إطار مجموعة الـ20”.
وأعرب شولتز عن امتنانه لأن بكين تؤكد باستمرار رفضها وجود أي تهديد بنشر أسلحة نووية.
في سياق متصل، جدد وزراء دفاع دول الشمال الأوروبي عزمهم مواصلة دعم أوكرانيا متى ما تطلب الأمر ذلك.
وأكد وزراء دفاع كل من السويد والنرويج والدانمارك وفنلندا وآيسلندا، عقب اجتماعهم في العاصمة الآيسلندية ريكيافيك، أن أوكرانيا لا تدافع عن أراضيها فحسب، بل أيضا عن قيم مشتركة تجمعها مع دولهم، حسب تعبيرهم.
وقالت وزيرة الخارجية الآيسلندية -في تصريح للجزيرة- إن مواصلة دعم أوكرانيا أمر واجب.
وأضافت “دول الشمال تعمل بشكل وثيق فيما بينها على جميع الأصعدة، ودعم أوكرانيا هو أحد أوجه ذلك التعاون، نحاول إيجاد طرق لمواصلة الدعم الإنساني والعسكري والاقتصادي”.
هجوم بالمسيرات
ميدانيا، أفاد عمدة موسكو أندري فوروبيوف بسقوط 3 مسيرات في المنطقة دون الإبلاغ عن ضحايا أو أضرار.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أحبطت ما وصفتها بمحاولة من كييف لشن هجمات على موسكو باستخدام مسيرات.
وكتب فوروبيوف على تليغرام “تحطمت 3 مسيرات اليوم صباحا قرب مستودعات قاعدة عسكرية” في قطاع نارو فومينسك على مسافة حوالي 50 كيلومترا جنوب موسكو، مشيرا إلى أن “عسكريين” روسا أسقطوا المسيرات.
وأضاف “عثر على الحطام، وليست هناك أضرار ولا ضحايا”، داعيا السكان إلى “الحفاظ على هدوئهم”.
وأوضح أن الأجهزة الخاصة الروسية تحقق في الموقع.
ونادرا ما استُهدفت موسكو ومنطقتها الواقعة على مسافة أكثر من 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية بهجمات مسيّرات منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، في حين تزايد هذا النوع من الهجمات في مواقع أخرى من روسيا.
لكن في مطلع مايو/أيار الماضي أُسقطت مسيّرتان فوق الكرملين في هجوم نسبته موسكو إلى أوكرانيا، كما استهدفت مسيرات في الأشهر الماضية قواعد عسكرية ومنشآت للطاقة في روسيا.
وأعلنت أيضا سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن مسيرتيْن أوكرانيتين استهدفتا منطقتين في المدينة.
وفي شبه جزيرة القرم، قالت السلطات المحلية إن تفجيرا استهدف سكة الحديد في شبه الجزيرة وأدى إلى تعطل الحركة، وإن العمل جار لإصلاح الأضرار التي تسبب بها الانفجار.
من ناحية أخرى، أفادت مراسلة الجزيرة بأن القوات الأوكرانية استهدفت فجر اليوم مبنى سكنيا وسط مدينة دونيتسك بمسيرة، مما أدى إلى إلحاق ضرر كبير بالبناية، دون تسجيل ضحايا.
كما أعلن المتحدث باسم الجيش الأوكراني أن قوات بلاده استطاعت تحقيق تقدم قرب مليتوبول وبرديانسك في الجبهة الجنوبية.
وفي زاباروجيا جنوبي البلاد، أفاد موقع “ريبار” العسكري الروسي باستمرار القتال الأشد في منطقة أوريخوفا، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية تحاول باستمرار مهاجمة المنطقة.
وأشار الموقع إلى أن الهجمات استمرت أيضا عند حافة فيرميفسكي عند التقاطع بين مقاطعتي دونيتسك وزاباروجيا وحاول المظليون الأوكرانيون اختراق الدفاعات الروسية في الغابات المحيطة بالمنطقة دون جدوى.
المصدر: الجزيرة